تحديات العمل عن بعد وكيفية التغلب عليها

انتشر مفهوم العمل عن بعد أو العمل الحر لدى الكثير من الأشخاص الذين يطمحون إلى العمل المستقل بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، ولكن الكثير منهم يواجهون تحديات العمل عن بعد، ولا يعرفون كيفية التغلب على هذه التحديات.

منذ ظهور العمل الحر وبدأ الكثير من الأشخاص يفضلونه عن العمل الاعتيادي أو العمل المكتبي الممل، ولكنه لم يسلموا من وجود معوقات العمل عن بعد الذي اختاروه، وبشكل خاص المبتدئين في هذا المجال.

ولكن كما يوجد تحديات العمل عن بعد، يوجد أيَضًا حلول لهذه المعوقات، وهذا ما سنتطرق لمناقشته في هذه المقالة.

سنتحدث عن أبرز تحديات العمل الحر، من ثم الطرق والكيفية في التغلب على هذه التحديات بشكل سلس.

تحديات العمل عن بعد:

تحديات العمل عن بعد
تحديات العمل عن بعد
  • قلة الخبرة وسابقة الأعمال:

يتميز العمل الحر بتعدد مجالاته، حيث يوجد الكثير من المجالات التي يمكن للأشخاص البدء فيها.

ولكن يوجد الكثير ممن يتحملون ضغوط العمل المكتبي التي تفوق طاقتهم ويظنون إنهم لا يمتلكون الخبرة الكافية في مجالات العمل الحر، وهذه من تحديات العمل عن بعد الذي يواجهها الجميع.

حيث أن في الواقع هذه الأمور ما هي إلا أوهام من الأشخاص التي لا تمتلك سابقة أعمال، لإنه يستطيع أساسًا تقوية المهارات الخاصة به وتحسين الممارسات المهنية الحالية عن بعد.

لذا من الممكن التغلب على إحدى تحديات العمل عن بعد وهي عدم الخبرة أو افتقار لسابقة أعمال بالتعلم عبر الإنترنت بكل سهولة ويسر.

  • صعوبة الموازنة بين الحياة العملية والاجتماعية:

من معوقات العمل عن بعد أيضًا وهو صعوبة الموازنة بين الحياة العملية والاجتماعية كما في العمل الكتبي بالضبط مع اختلاف العمل عن بعد وعن العمل المكتبي بكل الطرق، ولكنهم يتفقوا في هذا العائق.

وذلك لأن المستقلين أصحاب العمل الحر يصبحون مستغرقون في العمل طوال الوقت وعلى فترات متباعدة من اليوم دون وجود دوام ثابت، مما يقضي على يومهم بالكامل ويؤثر على حياتهم الاجتماعية.

ولكن يمكن حل هذا العائق عن طريق ضبط الوقت المحدد للعمل والالتزام به والتواصل مع عملاء العمل عبر الحسابات الاجتماعية أو عن طريق البريد الإلكتروني أو أي طريقة أخرى مخصصة للتواصل.

وعند انتهاء الوقت المحدد للعمل يتم غلق جميع طرق التواصل هذه، حتى تتفرغ تمامًا للتواصل الاجتماعي مع الأهل والأصدقاء، وبذلك تستطيع التغلب على هذا التحدي من معوقات العمل عن بعد.

  • وجود إزعاج وضوضاء مستمر أثناء العمل:

يعتبر هذا التحدي أكبر تحدي من تحديات العمل عن بعد، حيث أنها تواجه المبتدئين وغير المبتدئين بكثرة.

وذلك لأنهم اعتادوا العمل من المنزل، ومن الممكن ألا يوفر لهم المنزل الهدوء المطلوب للعمل، ولكن يوجد ضوضاء وحركة كثيرة، وخاصةً إذا كان هناك أطفال.

حيث يتعاملون أفراد البيت أو أغلبهم بأنك متفرغًا ما دمت في البيت، ولكن في حقيقة الأمر تكون أنت غير قادرًا على التركيز بشكل كبير.

كما إنهم يتعاملون معك وكأنك غير مرتبط بمواعيد عمل، ومن الممكن أن تقضي بعض المشاوير أو تقوم بشراء بعض الطبيات ولن يكلفك الأمر شيء، ولكن في الحقيقة يكون هناك المزيد من المهام فوق عاتقك.

ولحل هذا التحدي الصعب من تحديات العمل عن بعض، عليك بتحضير غرفة مخصصة بعيدًا عن الضوضاء، وإخطار أفراد عائلتك بأن هذا وقت العمل الخاص بك وإنك لا تريد أي إزعاج في مثل هذا الوقت، لإنك في عمل حقيقي وتحتاج إلى قضاء المهام بشكل أكثر تركيزًا.

  • افتقاد الشغف والإبداع:

من الطبيعي وجود بعض المهام التي تقوم بها وتكون تعتمد بشكل كلي على الإبداع، ولكن المستقلين غالبًا ما يتأثرون ويفقدون الشغف والإبداع فيه.

حيث يشعرون بأن الطاقة الإبداعية تكاد تنحدر شيئًا فشيئًا، حتى يصبح بعدم الرغبة في العمل وعدم القدرة على إنتاج شيء جديد ومبدع.

وهذا التحدي من تحديات العمل الحر يواجه الكثير من الناس، سواء كان يعمل بشكل مستقل أو بشكل مكتبي، ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق التغذية البصرية والاطلاع المستمر على تطورات المجال الذي يعمل به.

ويجب أن يخصص لنفسه أجازة صغيرة يأخذ بها قسط من الراحة، ليعود بشغف وإبداع تجاه العمل من جديد، وذلك لإن من معوقات العمل عن بعد أيضًا الشعور بالملل، نظرًا لعدم وجود فريق عمل حي تتحدث معه، بل تبقى بالمنزل حتى تنهي عملك، ثم تستيقظ في الصباح التالي لتقوم بذات الشيء مرة أخرى.

ويمكن التغلب على عائق الملل بتغيير المكان أحيانًا، حيث من الممكن أن تذهب لتعمل في أحد المقاهي أو الأماكن المخصصة للعمل، كي تقوم بتغيير الروتين المعتاد.

  • وجود أعطال فنية:

بطبيعة العمر الحر المعروفة، فمن الممكن أن يتعرض المستقلين لهذا التحدي من تحديات العمل عن بعد، وهو مشاكل أثناء العمل، مثل بطء الإنترنت أو انقطاعه، أو حدوث عطل في اللاب توب أو جهاز الكمبيوتر بشكل مفاجئ.

مما يسبب في تعطل العمل أو توقفه لفترة خارجة عن إرادة المستقل، وذلك لإن اعتماده الدائم يكون على الاب توب وأيضًا الاتصال الدائم بشبكة الانترنت.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق توفير مصدر آخر للإنترنت، مثل وجود فلاشة للإنترنت، والتي يمكن استخدامها في أوقات انقطاع الاتصال بشبكة الانترنت أو الواي فاي.

ومن الممكن توفير جهاز حاسوب آخر، حتى لو كان معطل قليلًا أو بطيئًا، ولكنه يفي بغرض حل هذه المشكلة بشكل مؤقت.

  • عدم انتظام الدخل المادي:

من أكبر وأهم تحديات العمل عن بعد هو عدم توافر الدخل المادي بشكل منتظم طوال أشهر العمل المختلفة، وخاصةً من كان يعمل بشكل منفصل دون التعاقد مع شركة تقوم بالتوظيف للعمل عن بعد مثلًا.

فمن الممكن أن يكون الدخل الشهري مرتفعًا جدًا، ولكن الشهر الذي يليه يواجه شح كبير في وجود دخل يكفي لأسبوع.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق التعامل بحكمة مع الأموال الشهرية المتفاوتة، حيث يمكن في الشهر الذي تم فيه الحصول على دخل عالي، الادخار منه للشهر القادم أو حتى استثماره في أمر ما.

كما يفضل عدم الاكتفاء بالعمل مع عميل واحد فقط، ولكن يفضل توسيع دائرة العملاء التي تعمل معهم، وبالتالي إذا حدث أي مشكلة مع عميل يكون هناك عميل آخر بديل، ولا يؤثر ذلك على الدخل الخاص بك بشكل ملحوظ.

بعد معرفة الكثير عن تحديات العمل عن بعد وإمكانية حلها في ظروف معينة، نود تذكيرك إنه لا يوجد مشكلة ليس لها حل، وإن المشكلة وُجدت لتوافر حلها معها، ولكنك تحتاج المزيد من الصبر والحكمة والتفكير الدقيق للتغلب على معوقات العمل عن بعد المختلفة، وبالتوفيق الدائم للجميع.