علاج الإكتئاب – كيف تحسّن حالتك النفسية؟

علاج الإكتئاب مفتاحك الرئيسي للخروج من الدوّامة المظلمة و النافذة الضبابية التي منعتك من الإستمرار بممارسة حياتك اليومية على نحو طبيعي بسبب بعض العوامل النفسية والإجتماعية (كالتهميش الإجتماعي والحرمان، و انخفاض مستوى التعليم، وفقدان العمل، والطفولة القاسية، والتنمّر، والصدمات العاطفية، والاستبعاد الاجتماعي، و التهميش والعنف.. الخ) والتي قد تكون سبّبت لك الشعور بالإحباط وانعدام الرغبة في الحياة و أثّرت على طريقة تفكيرك و تصرفاتك بشكل سلبي وسبّبت لك العديد من المشاكل العاطفية والجسمانية.

وإن العلاج من الإكتئاب  يتضمن عدد من المراحل التي تتراوح بين تناول الأدوية والعلاج النفسي والبرامج الطبية، وتختلف المدة الزمنية للعلاج بحسب حدّته و  لا يقتصر على تناول الدواء وحسب ليشعرك بالسعادة وتحسّن مزاجك النفسي، إنما هو ثورة تمرّد وتغيير شاملة لسلوكك وأفكارك حتى تستعيد السيطرة على حياتك و تخرج من الدائرة السلبية التي تحبس نفسك بداخلها بسبب شبح الإكتئاب.

علاج الإكتئاب




ما هي أعراض الإكتئاب؟

تختلف أعراض الإكتئاب من شخص إلى آخر ومن حالة إلى أخرى، فالإكتئاب يظهر بأشكال و أنماط مختلفة و تتراوح أعراضه بين الخفيفة إلى الحادة جدّاً، لكن أعراضه العامة بحسب تشخيص الأطباء كالتّالي:

  • الشعور بالتعب والإجهاد بدون سبب.
  • العصبية والكآبة المفرطة.
  • الرغبة في الإنتحار أو المحاولة في الإنتحار.
  • انعدام الرغبة في الحياة.
  • عدم تقدير الذّات والشعور بقلّة القيمة.
  • عدم القدرة على التركيز والتّذكر.
  • الأرق واضطرابات في النوم.
  • زيادة أو نقصان الوزن الفجائي بدون سبب.
  • نوبات من الحزن و البكاء بدون أية أسباب ظاهرة.
  • الإنعزال وعدم الإختلاط مع الناس.
  • فقدان الثقة بالنفس.
  • حساسية مفرطة.
  • آلام جسدية بدون تفسير، مثل أوجاع الظهر والقدمين أو الرأس.
  • الإدمان على التدخين والمشروبات الكحولية.
  • العدوانية.
  • فقدان الرغبة في ممارسة الجنس والميل إلى الإنعزال.
  • فقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة اليومية البسيطة (كالإستحمام وترتيب الفراش والذهاب إلى العمل..الخ).
  • الإحساس بانعدام الأمان وفقدان الأمل.
  • عدم الإهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر الخارجي.
  • فقدان الشهية واضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • الشعور بالفراغ والإستياء.




خطوات علاج الإكتئاب

يتألف برنامج علاج الإكتئاب من مجموعة مراحل وخطوات علاجية متعدّدة بحسب الحالة الإكتئابية وشدّتها تبدأ من التشخيص الطبي للحالة مروراً بالعلاج عن طريق الدواء والعلاج المعرفي السلوكي والعلاج النفسي ومن ثم العلاج المغناطيسي وانتهاءً بالعلاج عن طريق مجموعات الدعم.. وهي كالتّالي:

الخطوة الأولى:

التشخيص الطبّي

المرحلة الأولى من مراحل علاج الإكتئاب تتمثّل بإجراء تشخيص طبي شامل و دقيق للمريض والتعرف على تاريخه المرضي و ما هي حدّة علامات الإكتئاب التي يعاني منها، وهل هي ناجمة عن حالة نفسية معيّنة بسبب صدمة ما أو مشكلة جسدية، أم بسبب عوامل وراثية، وكما يقول المثل الشهير “إن عُرِف السبب بطل العجب”، فتحديد أسباب الإكتئاب تلعب دور كبير في تحديد البروتوكول العلاجي المناسب.

الخطوة الثانية:

العلاج عن طريق الدواء

إن مضادّات الإكتئاب هي التوجّه الأول والشائع الذي يتوجّه إليه الأطباء لـ العلاج من الإكتئاب، وعلى الرغم من أن معظم المضادّات لا تساعد على الشفاء من الإكتئاب بشكلٍ جذري ولها آثار جانبية متباينة، إلا أنها يمكن أن تقلل من الأعراض وحدّتها بشكلٍ نسبي كونها تحتوي على خصائص تعمل على إفراز هرمونات السعادة في المخ كالأندورفين و السيروتونين و تساعد على تحسين الحالة النفسية والمزاجية لدى المريض.

وبحسب تشخيصات الأطباء والدراسات الطبية التي بيّنت أن مضادات الأكثر فعالية لـ العلاج من الإكتئاب الحادّ، هي مضادّات الإكتئاب و مكافحة القلق و أدوية الذهان والتي تشمل (سيليكسا، ليكسابرو، بروزاك، زولفوت، فيبريد)، ومن الضرورة الإشارة إلى أن الأدوية ومضادّات الإكتئاب ما هي إلا عنصر مكمّل للعملية العلاجية ولا تعتبر حلّاً جذرياً طويل الأمد لـ علاج الإكتئاب.

الخطوة الثالثة:

العلاج النفسي

يركّز هذا النوع من علاج الإكتئاب على رعاية نفسية المريض والإهتمام بها ورفع معنوياته ومعرفة الأسباب التي أدّت إلى إصابته بالإكتئاب و علاجه من جذوره من خلال وضع برنامج علاجي يحوي على العديد من الطرق التي تساعد المريض في كيفية التعامل مع المشاكل التي تحيط به ومجابهتها و علاج الإكتئاب.

الخطوة الرابعة:

العلاج المعرفي السلوكي

يتم استخدام العلاج المعرفي السلوكي لـ علاج الإكتئاب من خلال تبادل الحديث مع المريض من قِبَل الطبيب المُعالج عن الأحداث والذكريات التي مرّ بها في الماضي ومساعدته على تغيير طريقة التفكير ونظرته لنفسه وللحياة والتركيز أكثر على الحاضر بهدف التغلب على المشاكل والقدرة على مواجهتها و علاج الإكتئاب والشفاء منه، وتتراوح عادةً مدّة جلسات العلاج هذا النوع من 5 – 20 جلسة  و تستمر كل جلسة نصف الساعة تقريباً.

الخطوة الخامسة:

العلاج المغناطيسي TMS

يتم اللجوء إلى هذا الأسلوب العلاجي لـ العلاج من الإكتئاب الحاد الذي لم تنفع معه أي طريقة علاجية أخرى، ويتم ذلك من خلال توجيه صدمات كهربائية بسيطة لمناطق محدّدة في الدماغ عبر الجمجمة بغاية تحسين الحالة المزاجية والنفسية لدى المريض ، لكنه لا يعتبر حلّاً جذرياً طويل الأمد لـ الشفاء من الإكتئاب.

الخطوة السادسة:

علاج الإكتئاب عن طريق مجموعات الدعم

العلاج عن طريق مجموعات الدعم أو العلاج الجماعي المستخدم في علاج الإكتئاب، ويتم ذلك من خلال إجراء لقاءات إجتماعية بين المريض ومرضى آخرون بمثل حالته يتبادلون فيها مشكلاتهم وتجاربهم و مشاعرهم السلبية والنصائح أيضاً، مما يساعده على تخطّي المرحلة التي يعيش فيها ويكسر دائرة العزلة المحيطة به بسبب الإكتئاب.

أخيراً، إن كنت تعاني من أعراض الإكتئاب التي ذكرناها في مقالنا اليوم والتي تتضمن مشاعر الإحباط والبؤس والحزن بدون سبب وجيه واستمرّ هذا الشعور لمدة تتجاوز الأسبوعين، فننصحك بالذهاب إلى المعالج النفسي لمناقشة هذه الأعراض و مساعدتك في تغيير الأفكار والسلوكيّات الغير مفيدة التي تعاني منها  و تقديم الخيارات والطرق العلاجية الملائمة لحالتك لـ علاج الإكتئاب.