علاج الاكتئاب الذي هو اضطراباً قابلاً للعلاج حتى في المراحل لشديدة منه. ويمكن التخلص من الاكتئاب باستخدام العديد من الخيارات العلاجية المختلفة. و بشكل عام يمكن القول إن علاج الاكتئاب يعتمد على شدته حسب تقييم الطبيب المختص.
فيعالج الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط بالعلاج النفسي، أو الدوائي، أو كليهما. بينما يتطلب لاكتئاب الشديد في العادة استخدام كل من العلاج الدوائي والنفسي معاً.
وفي حال عدم فاعلية العلاج الدوائي قد يتم العلاج بتحفيز الدماغ سواء كان ذلك بالصدمات الكهربائية أو بالتحفيز المغناطيسي أو الكهربائي عبر الجمجمة.
العلاج النفسي لاكتئاب:
يساهم العلاج النفسي أو كما يطلق عليه أحياناً العلاج بالتحدث في الكشف عن أسباب الاكتئاب، وتعلم مهارات صحية للتعامل معها والتغلب عليها، فيما يلي أبر أنواع العلاج النفسي:
العلاج المعرفي:
يهتم العلاج المعرفي بطبيعة الأفكار التي ترد في الأذهان حيث أن الأفكار يمكن أن تؤثر بالعواطف. وبذلك فإن الأفكار السلبية لدى الفرد تؤدي إلى تراجع حالته، بينما تساهم الأفكار الإيجابية في تحسن الحالة المزاجية. وفي الحقيقة يساعد العلاج المعرفي على تعليم الأفراد تحديد أنماط التفكير السليمة وتحويلها إلى أنماط إيجابية وعادة ما يتم عقد جلسات العلاج مع وجود خطة محددة لكل جلسة، بالإضافة لتنفيذ تمرين منزلي،وعادة ما يكون العلاج قصيراً، حيث يستمر لمدة 6-18 أسبوعاً.
علاج الاكتئاب السلوكي:
يهتم العلاج السلوكي بطبيعة السلوكيات الصادرة عن الفرد، ويساعد على تعزيز السلوكيات المقبولة، والتخلص من السلوكيات غير المرغوب فيها. وذلك عن طريق بعض التقنيات مثل ربط السلوكيات الخاطئة مع النتائج السلبية المنفرة، والسيطرة على المواقف المثيرة للحزن والقلق بتقنيات الاسترخاء.
علاج الاكتئاب السلوكي المعرفي:
يدمج هذا النوع الطريقتين السابقتين معاً، حيث يهتم بأنماط التفكير السلبي، والسلوكيات الخاطئة التي تزيد لاكتئاب، ويحتاج المعالج إلى متايعة الأحداث اليومية التي يمر بها المريض وطريقة استجابته لها. وذلك لتحديد ردود الأفعال السلبية التلقائية، ويتم تعليم المريض أنماط التفكير الجيدة وطرق الاستجابة المقبولة، بالإضافة إلى ممارسة الحديث الإيجابي النفسي.
العلاج النفسي الديناميكي:
يفترض هذا لعلاج بأن سبب لاكتئاب هو صراعات داخلية بصورة غير واعية قد يكون لها جذور من أيام الطفولة، ويهدف هذا لعلاج إلى تعزيز الوعي التام بكافة المشاعر المتناقضة والمقلقة.
ومساعدة المريض على تحملها وتحسين صورتها من وجهة نظره، وعلى العكس بعض أساليب العلاج الأخرى للاكتئاب. يميل العلاج الديناميكي النفسي إلى أن يكون أقل تركيز وأطول اجل، وهو مفيد في بناء الوعي الذاتي وإيجاد العلاقة بيت التجارب الحياتية السابقة ولاكتئاب.
العلاج التفاعلي:
يهتم هذا العلاج بالحياة الاجتماعية السابقة والحالية للفرد بما في ذلك الخلافات والتفاعل والدعم الاجتماعي، وغالباً ما يتم التركيز في العلاج على العلاقات الاجتماعية المهمة مثل الأهل والأصدقاء والزوج لتحديد مدى تأثير هذه العلاقة في حياة لمريض وطريقة حل المشاكل فيها.
العلاج الاكتئاب الدوائي :
تعمل مضادات لاكتئاب على تخفيف الأعراض المصاحبة للمرض،وذلك عن طرق التحكم في واحد أو أكثر من النواقل العصبية المهمة في الدماغ.
وبجدر التأكيد على ضرورة عدم استخدام هذه الأدوية إلا بوصفة من الطبيب المختص.مع ضرورة إعلامه بالتاريخ المرضي،وأنواع الأدوية أو الأعشاب التي يتناولها المصاب.
وذلك لتفادي حدوث التداخلات الدوائية،ويجدر بالذكر أن أدوية علاج لاكتئاب لا تسبب الإدمان.ولكن يمنع التوقف عن تناولها إلا بعد مراجعة الطبيب لارتباط إيقاف استخدامهابشكل مفاجئ بحدوث آثار وخيمة تنجم عن انسحاب الدواء من الجسم.
وفي الحقيقة ينصح المريض بعدم استعجال نتائج العلاج.وذلك لأن مضادات لاكتئاب تحتاج إلى ما يقارب أربعة إلى ستة أسابيع حتى يبدأ مزاج المريض بالتحسن.
كما يقضي التنويه إلى أنه لا يمكن التنبؤ بشكل قاطع بنوع الدواء الأفضل لعلاج المريض،حيث يعتمد الأطباء بالعادة على تجريب الأدوية المعروفة بأنها أكثر فاعلية و أماناً.
ولكن بطبيعة الحال هناك تفاوت محتمل بين الأجسام في الاستجابة للدواء، والتأثر بالأعراض الجانبية، ولذلك يمكن أن يجرب الطبيب دواءين أو أكثر خلال الخطة العلاجية.
وهذه مجوعة من الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب لعلاج لاكتئاب.
مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، وتمثل هذه المجموعة الدوائية أكثر أنواع مضادات لاكتئاب استخداماً نظراً لفاعليتها وارتباطها بآثار جانبية أقل مقارنة بالأدوية الأخرى.والسيروتونين والنورابينفرين:،مثل دولوكسيتين،وفينلافاكسين.
الدوبامين مثل دواء البولروبيون.مضادات المستقبلات HT1A :5 وتتمثل بدواء الفيلازودون. مضادات المستقبلات 5- 3 HT مثل فورتيوكسيتين.
علاج الاكتئاب التحفيزي للدماغ:
يستخدم العلاج التحفيزي للدماغ لعلاج الحالات الشديدة من الاكتئاب وخاصة تلك التي لم تنجح الخيارات العلاجية الأخرى في السيطرة عليها.
حيث يستخدم فيه تيارات كهرومغناطيسية لتحفيز مناطق معينة من الدماغ، وتخفيف أعراض لاكتئاب.
ويتضمن العلاج التحفيزي للدماغ عدة خيارات،مثل التحفيز بالتيار الكهربائي المباشر عبر الجمجمة.والتحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة والعلاج بالصدمات الكهربائية.
التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة:
وهو وضع مصدر لإطلاق قوة كهرومغناطيسية على فروة الرأس بالقرب من الجبين.حيث يرسل المغناطيس الكهربائي نبضاً مغناطيساً ذا تردد ثابت، وبشكل متكرر إلى مناطق مسؤولة عن التحكم في المزاج في الدماغ.
فيحفز الخلايا العصبية ويعتقد أنه قد ينشط مناطق الدماغ التي تنخفض نشاطها في حالات الإصابة بالاكتئاب. وتجدر الإشارة إلى أن هذا العلاج يجري داخل المشفى ولا يحتاج إلى تخدير أو مسكنات أثناء إجرائه.
التحفيز بالتيار المباشر عبر الجمجمة:
يستخدم منبهاً صغيراً موصولاً بأقطاب كهربائية تثبت على الرأس المريض. حيث يرسل المنبه تياراً ثابتاً منخفض الشدة إلى الدماغ.فيخفف هذا التيار من أعراض لاكتئاب من خلال تحفيز خلايا الدماغ.ويجدر العلم أنه من الممكن استخدام هذا النوع من لعلاج وحده أو بالتزامن مع علاجات أخرى.
العلاج بالصدمات الكهربائية:
يعتبر العلاج بالصدمات الكهربائية الحديث إجراء فعالاً وسريعاً، حيث يخفف من أعراض أشد أشكال لاكتئاب بفاعلية كبيرة، وذلك عن طريق تمرير تيارات كهربائية صغيرة مسيطر عليها عبر الدماغ.تحت تأثير التخدير الكامل بهدف افتعال نوبة قصيرة لا تتجاوز 60 ثانية، يتم خلالها زيادة نشاط الدماغ بشكل ملحوظ.
وهذ يختلف كلياً عن الإجراء القديم الذي يرتبط في أذهان الناس بكثرة .وذلك من حيث المخاطرة و ألمه نتيجة استخدام تيارات كهربائية كبيرة دون التخدير.و تكمن أهميته بالصدمات الكهربائية في علاج لاكتئاب الحاد المرافق للانفصال عن الواقع. أو الرغبة في الانتحار، أو رفض تناول الطعام و لاكتئاب المقاوم للعلاجات.
تعطى جلسات الصدمة الكهربائية بمعدل 2-3 جلسات أسبوعية.ولمدة 3-4 أسابيع في العادة ومن المتوقع أن يبدأ الفرد بملاحظة نتائج هذا العلاج بعد إجراء ست جلسات علاجية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا العلاج قد لا ينجح لدى جميع الأفراد.وحتى بعد تحسن الأعراض يجب الاستمرار في استخدام أحد الوسائل العلاجية المناسبة لمنع عودة أعراض لاكتئاب.
وهناك بعض المخاطر يمكن أن ترافق العلاج بالصدمات الكهربائية. وأهمها الارتباك والتشويش لا سيما عند كبار السن.ويستمر ذلك لمدة تتراوح بين بضع دقائق إلى عدة ساعات وقد تصل لعدة أيام.
لذا يعد تغير نمط الحياة من العلاجات الأساسية للتخلص من الاكتئاب.حيث إنه قد يساعد على علاج بعض الحالات بمفرده دون الحاجة لأنواع إضافية من العلاجات، فهو يجمع بين البساطة والفعالية الكبيرة معاً.