قد تمر أوقات ننسى فيها أين وضعنا هواتفنا أو نظاراتنا، وقد نصل إلى غرفنا وقد نسينا ما أتينا لأجله أو لقوله، وقد نفشل في تخطي اختبار بعد النسيان للكثير من المعلومات التي حفظناها.
تكثر المواقف المربكة التي نعاني فيها من ضعف الذاكرة وننسى فيها الكثير من التفاصيل البسيطة، حيث يعد النسيان وعدم استحضار المعلومات بسهولة، إضافة إلى عدم التركيز، من أكثر مشكلات العصر شيوعاً وانتشاراً بين الناس يعاني منه الكبير والصغير.
لكن متى يعد هذا الأمر مشكلة حقيقية تستوجب استشارة طبيب والبحث عن علاج ضعف الذاكرة؟
سنعرف الإجابة في مقالنا هذا حيث سنتحدث عن النسيان، أسبابه، وعن علاج ضعف الذاكرة.
فهرس المقالة
10 أسباب تؤدي إلى ضعف الذاكرة:
يعود ضعف الذاكرة إلى أسباب فيزيولوجية أو نفسية، لكن أهم 10 أسباب لضعف الذاكرة هي:
- الحالات النفسية التي تشكل ضغطاً على الوظائف العقلية والجسدية مثل الاكتئاب والقلق وقلة النوم.
- الإجهاد الشديد والضغط العصبي والإفراط في العمل.
- تناول الأدوية التي تؤثر على وظائف الدماغ كالأدوية المهدئة، المنومات، المسكنات الثقيلة، ولتعرض للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
- التدخين والإدمان على المخدرات، الأمر الذي يؤثر على القدرات العقلية ويؤدي إلى تلف أنسجة الدماغ.
- سوء التغذية ونقص الفيتامينات خاصة فيتامين B12 والحديد.
- السكتة الدماغية أو التهاب الدماغ وانتشار الأورام.
- الشيخوخة والتي يمكن أن تنتهي إلى الإصابة بالزهايمر.
- الارتجاج وإصابات الرأس التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالزهايمر عند الشيخوخة.
- مشاكل الغدة الدرقية، حيث أن القصور أو الإفراط في نشاطها يؤدي إلى مشاكل معرفة كفقدان الذاكرة.
- اضطرابات الكبد والكلى.
متى يجب أن أبحث عن علاج ضعف الذاكرة؟
يقول البروفيسور هانس فورستل مدير مشفى الطب والعلاج النفسي في مدينة ميونيخ الألمانية:
“يجب أن يعتريك الشك حين تتزايد حالات النسيان أو عدم قدرتك على ملاحظة أشياء لم تكن صعبة عليك في الماضي”.
إن حالة النسيان لمفاتيحك أو أسماء زملائك في العمل، أو حتى رسوبك في اختبار حضرت له كثيراً لا يعد أمراً خطيراً ولا يستوجب البحث عن علاج ضعف الذاكرة.
لكن إذا بدأت الأعراض بالتطور، مثل صعوبة تذكر طريقة القيام بالأشياء المعتادة، أو الوصول إلى الأماكن المعروفة، وصولاً إلى النسيان الذي يتناول الكلمات أو الأشخاص، هنا يوجب التوجه إلى الطبيب والحصول على التشخيص المناسب لعلاج ضعف الذاكرة.
10 أعرض تستوجب زيارة الطبيب:
- الصعوبة في التفكير بوضوح.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- فقدان القدرة على تذكر الأشياء المعروفة.
- فقدان القدرة على القيام بالمهام والمسؤوليات اليومية.
- التشتت المستمر وفقدان التركيز في الحوارات.
- الوقوع في أخطاء بسيطة بشكل متكرر ومستمر.
- صعوبة في أداء الحركات الطبيعية كالجلوس والمشي وضعف إيماءات الوجه.
- عدم القدرة على تذكر أماكن الأشياء.
- تكرار الحديث أو الكلمات بشكل مستمر.
- أعراض فيزيولوجية غير طبيعية كالهزال، فقدان الشعور بالجوع أو الشبع.يعتمد علاج ضعف الذاكرة على تشخيص الطبيب المختص للحالة من خلال أسئلة تهدف إلى الحكم على كفاءة الذاكرة ومهارات التفكير والعمليات العقلية والسلوكية، إضافة إلى بعض التحاليل والفحوصات والصور السريرية؛ ثم وصف الأدوية المناسبة المرفقة مع بعض النصائح المهمة التي تساهم جنباً إلى جنب مع العقاقير الطبية في علاج ضعف الذاكرة.
10 نصائح لعلاج ضعف الذاكرة:
اشرب القهوة باعتدال:
أكدت العديد من الدراسات أن للكافيين تأثيراً إيجابياً على الذاكرة، وخاصة للأشخاص في متصف العمر ولمن تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.
مارس الرياضة:
إن التمارين الرياضية تنشط الدورة الدموية، وتزيد من تدفق الدم إلى الدماغ وتعتبر من أشكال علاج ضعف الذاكرة، كما أشارت الدراسات أنها تزيد من حجم الحصين أيضاً، وهو الجزء المرتب بالذاكرة في الدماغ.
استرخ ومارس التأمل:
ربط العلماء بين هرمون التوتر الكورتيزون وبين فقدان الذاكرة قصير المدى لدى كبار السن، لذا لا تركز على الأشياء المزعجة في حياتك ومارس التأمل وتمارين التنفس بانتظام، وانعم بقليل من الهدوء بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفاز.
خذ قسطاً كافياً من النوم:
يوصي الأطباء بالحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم يومياً، إذ يعد النوم ضرورياً لترسيخ الذاكرة بحيث يمكن استرجاعها بسهولة في المستقبل، لذا نظم ساعات ومواعيد يومك، وابتعد عن الشاشات المضيئة قبيل النوم.
نظام غذائي مناسب:
أنت بحاجة إلى نظام غذائي يحفز الدماغ ويكمن اعتباره من أشكال علاج ضعف الذاكرة، ويعد النظام المعتمد على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والأسماك والمكسرات، نظاماً مثالياً للحفاظ على صحة الدماغ وتقوية الذاكرة.
نظم مهامك:
ابتعد عن الإجهاد والإرهاق والتفكير المبالغ فيه، وضع نظاماً وخططاً لترتيب مهامك ومسؤولياتك.
احرص على القراءة:
إن القراءة المستمرة تنشط الذهن، كما أن ممارسة الرياضات العقلية مثل حل الألغاز ولعب الشطرنج تساعد على تقوية التركيز.
تعلم شيئاً جديداً كل يوم:
كلما زاد استخدام الذاكرة كلما زادت قوتها، لذا ضع نفسك في تحد دائم لتعلم معلومة أو مهارة جديدة كل يوم، فهو مهما كان بسيطاً كفيل بتقويتها.
تناول المكملات الغذائية والفيتامينات في حال كنت تعاني من عوز أو نقص شديد في الفيتامينات خاصة فيتامين B12.
استخدم التقنيات السبعة لتقوية التركيز والانتباه:
سنختم نصائحنا العشرة في علاج ضعف الذاكرة، بتقنيات بسيطة وسهلة تساعدك في التغلب على النسيان وضعف التركيز.
تقنيات التركيز السبع:
- اكتب قائمة مهامك وابدأ بالأصعب أولاً.
- حدد وقت كل مهمة.
- استخدم الذاكرة البصرية.
- تحدث عن الأمر أمام الجميع.
- تذكر قبل النوم كل أحداث يومك.
- احفظ كل التفاصيل التي تراها أمامك (أسماء المحلات التجارية مثلاً).
- نظم أوقاتاً محددة لاستخدام مواقع التواصل.
يقول خبير الصحة العقلية في سانت جورج الدكتور سكوت نوردا:
” يعد فقدان الذاكرة إلى حد ما أمراً طبيعياً في مجتمعنا، فمع زيادة المسؤوليات وارتفاع مستوى التوتر، نميل إلى إهمال صحتنا العقلية”.
إنك الآن تعلم تماماً أن النسيان شيء طبيعي فطري، لكنك تدرك أيضاً متى يتحول إلى حالة صحية تستلزم علاج ضعف الذاكرة بالتشخيص الطبي، بالإضافة إلى الناصح والتقنيات التي تعلمناها سوياً.
نتمنى أن نكون قد قدمنا موضوعاً مفيداً، أجبنا فيه عن الأسئلة الشائعة حول موضوع النسيان وعلاج ضعف الذاكرة.