علاج الديسك.. أسبابه وطرق الوقاية منه..

يعد الديسك من الأمراض التي تزداد انتشاراً يوماً بعد يوم في ظل عصر السرعة الذي أثر بشكل سلبي كبير على صحة الإنسان، ولكنه أيضاً ساهم في علاج الديسك بطرق فعالة.

ينشأ ديسك الظهر عندما تتضرر الغضاريف “الديسكات” التي تفصل بين الفقرات لحمايتها وامتصاص الصدمات عنها، فتضغط على العصب المجاور ليتضرر العصب بدوره ويحصل ألم الظهر والشعور بالوخز والتنميل، وهذا ما يسمى بالديسك أو الانزلاق الغضروفي أو متلازمة القرص المنزلق.

قد يحدث الديسك في أي فقرة بدءاً من فقرات الرقبة حتى فقرات أسفل الظهر، وقد يحصل في عدة فقرات معاً.

من الطبيعي أن تتبادر الأسئلة إلى أذهاننا حول سبب هذا المرض؟

ما هي أعراضه؟ وكيف نتمكن من علاج الديسك والوقاية منه؟

وهذا ما سنتناوله في مقالنا اليوم.

علاج الديسك

أعراض الديسك:

يختلف مكان الديسك من مريض لآخر حسب الفقرة المتضررة فقد يكون في الرقبة أو في أسفل الظهر مثلاً، كما تختلف حدة الأعراض وشدتها، لكن يشترك مرضى الديسك في الأعراض الأساسية لهذا المرض والتي تتمثل في ست أعراض رئيسية، وهي:

  1. الألم الشديد والخدر في نصف واحد من الجسم.
  2. ألم الظهر الذي يزداد عند القيام بحركات معينة كالجلوس والوقوف أو عند النوم.
  3. ألم الظهر الذي يمتد إلى اليدين والقدمين والرقبة، وقد يعيق الحياة الطبيعية.
  4. عدم القدرة على المشي، والألم الشديد بعد مشي مسافة قصيرة.
  5. ضعف شامل في عضلات الجسم وآلام مختلفة الحدة.
  6. يأخذ الألم شكل الوخز والحرقة والطعن في مكان الإصابة.

إضافة إلى ذلك إذا لم يتم علاج الديسك فإنه يترك للمريض العديد من المضاعفات مثل تضرر العصب الدائم، والخدر أسفل الظهر مع فقدان الشعور بمنطقة أسفل الظهر حتى الفخذين، ويمكن أن يؤدي الديسك إذا تطور دون علاج مناسب إلى فقدان القدرة على التبول الإرادي بسبب التضرر الشديد للعصب.

 

7 عوامل تساعد على الإصابة بديسك الظهر:

هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالديسك، ومن المهم جداً التعرف عليها ومحاولة تجنبها لتقليل خطر إصابتك به والتمكن من علاج الديسك والوقاية منه بأكثر الطرق فعالية، وتتلخص في 7 عوامل وهي:

  1. التقدم في العمر، الذي يرافقه عادة قلة الحركة وهشاشة العظام وجفاف الجزء الهلامي من القرص الذي يوجد بين الفقرات.
  2. القيام بحركات خاطئة كالإنحناء بشكل خاطئ أو ممارسة تمارين رياضية مؤذية.
  3. حمل الأوزان بطريقة خاطئة، كالرياضات الثقيلة والأعمال التي تتطلب حمل الأوزان الثقيلة.
  4. الجلوس بوضعية واحدة لفترات طويلة دون حراك مثل ممارسة الأعمال المكتبية، وأطباء الأسنان.
  5. الوزن الزائد الذي يضيف وزناً إضافياً يرهق الظهر بما يفوق طاقته، كما أن الوزن الزائد مرتبط بقلة الحركة والتي تعد من أهم العوامل التي تؤدي إلى ازدياد خطر الإصابة بالديسك.
  6. عدم ممارسة الرياضة والخمول الدائم، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف العضلات.
  7. الاكتئاب والإجهاد النفسي.

 

علاج الديسك الدوائي:

يعتمد علاج الديسك بالدرجة الأولى على تشخيص الطبيب حيث يعتمد على الفحص السريري الذي يختبر قوة العضلات وردود فعل المريض، إضافة إلى التصوير المغناطيسي والأشعة السينية والتحاليل الضرورية، ليحصل المريض بعدها على الدواء المناسب لحالته مع المتابعة الطبية المستمرة.

غالباً ما يعتمد علاج الديسك الدوائي على مرخيات العضلات، وحقن الكورتيزون، والمسكنات ومضادات الالتهاب؛ التي يصفها الطبيب لبضعة أسابيع فقط مع مراقبة دقيقة للحالة المرضية.

إذا وجد الطبيب أن الأدوية لا تساهم في علاج الديسك، إنما تخفف ألم الظهر فقط دون معالجة المشكلة، فقد يلجأ إلى علاج الديسك “بالحقن فوق الجافية”، وهي حقن دواء الستيرويد التي تعطى في محيط العمود الفقري بجرعات مختلفة تناسب حالتك الصحية، مما يخفف ألم الظهر ويقلل التورم.

إذا لم تبدأ الحالة الصحية بالتحسن مع المراقبة من أربع إلى ست أسابيع، سيقرر الطبيب التدخل الجراحي لعلاج الديسك، مع أخذ العلم بأن معظم المصابين بالديسك لا يحتاجون إلى إجراء جراحة مطلقاً، حيث أن العلاج الدوائي والطبيعي يكون فعالاً جداً في علاج الديسك لديهم.

يختلف نوع التدخل الجراحي حسب الحالة المرضية ومدى تطورها، فمثلاً هناك جراحة استئصال الديسك، وجراحة استئصال الصفيحة الفقرية، أو جراحة الديسك الاصطناعي.

 

6 خطوات طبيعية في علاج الديسك والوقاية منه:

الخطوة الأولى:

قف واجلس وانحنِ بشكل مستقيم، وإذا اضررت إلى الوقوف لفترة طويلة فضع احدى قدميك على مقعد أو درجة صغيرة لتخفيف الضغط عن الظهر، وإذا اضطررت للجلوس لفترة طويلة فمارس تمارين التمدد لعشرة دقائق مقابل كل ستين دقيقة من الجلوس.

الخطوة الثانية:

احذر عند حمل الأشياء الثقيلة أو حتى الخفيفة، فلا تنحني لما دون مستوى الخصر، واستخدم وضع القرفصاء لحمل الأشياء أو التقاطها من الأرض، لتخفيف الضغط على العمود الفقري.

الخطوة الثالثة:

ابتعد عن التدخين او المشروبات الكحولية، ذلك أن هذه العادات تسبب تصلب الشرايين الأمر الذي يؤدي إلى تلف الأقراص الموجودة في العمود الفقري.

الخطوة الرابعة:

ممارسة الرياضة بانتظام، ذلك أن التمارين الرياضية ولا سيما المشي والسباحة، من أهم الطرق الطبيعية في علاج الديسك، حيث أنها تعمل على تقوية العمود الفقري والعضلات المحيطة به، وتساهم في خفيف آلام الديسك بشكل فعال، كما أن الرياضة تحافظ على الوزن المثالي حيث أن الوزن الزائد من أهم مسببات الديسك كما أسلفنا.

الخطوة الخامسة:

الأعشاب الطبيعية كالكركم والزنجبيل والبابونج والشاي الأخضر، والتي لها تأثير فعال في علاج الديسك لاحتوائها على خصائص مهدئة ومضادة للالتهابات، فمثلاً يمكنك شرب كوب من الحليب والكركم المحلى بالعسل يومياً، أو صنع عجينة من الزنجبيل مع زيت الكافور وتطبيقها مكان الإصابة.

الخطوة السادسة:

التدليك المستمر باستخدام الزيوت العطرية الطبية كزيت النعنع وزيت اللافندر الأمر الذي يهدئ من ألم الظهر، لأن التدليك يريح العضلات ويمددها ويحفز تدفق الأوكسجين؛ إضافة إلى أن الزيوت الطبية تحتوي على خصائص مضادة للالتهابات.

 

إن علاج الديسك ليس أمراً صعباً، وليس مرتبطاً بالتدخل الجراحي مطلقاً، إنما يمكنك من خلال خطوات الوقاية واتباع إرشادات الطبيب والاهتمام بصحة جسدك وفهم ما يحتاج، يمكنك الحصول على حياة صحية خالية من ألم الظهر بعد علاج الديسك ووقاية نفسك منه بأبسط الطرق والأساليب.

نرجو أن نكون قد ساهمنا في تقديم موضوع مفيد حول علاج الديسك مع أمنياتنا بالسلامة للجميع.